الشعب يريد انهاء الانقسام
شباب السلام تعبر عن قلقها البالغ حول سلسلة اعتقالات الرأي بغزة.
عبّرت مؤسسة حقوقية في غزة عن بالغ قلقها إزاء “حرب ضد حقوق الإنسان والحريات” يتعرض لها سكان قطاع غزة من قبل السلطات الحاكمة.
وحذرت مؤسسة شباب السلام للديمقراطية وحقوق الإنسان، من تدهور واقع الحريات إلى مستوى خطير، يجري فيه الاعتقال على الرأي والمنع من السفر والحرمان من الحق في المعارضة والتظاهر السلميّين.
وقال رئيس مؤسسة شباب السلام مؤمن أبو جامع أن حركة حماس في غزة تمارس إرهاباً منظّماً وحرباً ضد حقوق الإنسان والحريات في قطاع غزة، محذراً من وصول الأوضاع إلى مرحلة سيئة تنعكس على الواقع السياسي والاجتماعي بصورة مؤسفة للغاية، على حد وصفه.
وأضاف أبو جامع أن اعتقال الإعلامية نهى أبو عمرو يشكّل مساساً خطيراً بالحريات، ويقول: ” لا أستطيع أن أستوعب أنه يتم اعتقال كل من يتكلم عن الفساد في غزة، اليوم نهى أبو عمرو وبالأمس محمد عثمان، وبالتأكيد مسيرة الاعتقالات على الرأي لا تتوقف، نريد أن يتغير هذا الواقع المُقلق.”
ورداً على أن أبو عمرو قامت بعمل تنسيق للسفر قال أبو جامع: “إذا كانت أبو عمرو قد عملت على تنسيق لسفرها، فهي حالة سفر إنسانية، ونحن لا نلوم المواطن الذي يتعلق بأي طوق للنجاة، نحن نلوم من أوصل غزة لهذه المرحلة، يهمنا أن نبحث في جذور المشكلة”.
تجدر الإشارة إلى أن الإعلامية أبو عمرو كشفت عن قضايا فساد مالي وإداري يجري داخل المعبر الفلسطيني، ورشاوى وابتزاز تقوم به مكاتب تنسيق السفر تصل لآلاف الدولارات.
حماس تعتقل الصحافية نهى ابو عمر بسبب فضحها لسياسات حماس على المعبر
غزة وطن24:
لا زالت معاناة الألاف من سكان قطاع غزة مستمرة على معبر رفح البري، بعد إعلان جمهورية مصر العربية لبوابات المعبر ليومي السبت والأحد والماضيين وتمديده لوميمن إضافيين وهما أمي الثلاثاء واليوم الأربعاء، لسفر الحالات الإنسانية العالقة على الجانبين.
وما زاد من معاناة المواطنين سياسات حركة حماس وعناصرها على معبر رفح البري، من واسطة ومحسوبية وتلاعب بكشوفات المسافرين والإعتداء على كل من يطالبهم بالإلتزام الكشوفات المعدة مسبقاً.
الزميلة الصحفية نهى أبو عمرو ” التي تم اعتقالها صباح اليوم من قبل عصابات حماس”،، كانت من ضمن العالقين على المعبر من الجانب الفلسطيني وكشفت عبر صفحتها الشحصية على موقع “فيس بوك” عن فضائح مدية لحركة حماس وعناصرها على معبر رفح أثناء فتحه خلال الأيام الماضية.
الصحفية أبو عمرو قالت في أولى تغريداتها: “ما حدث معي على معبر العذاب اليومين اللي فاتوا كل يوم اصعب من اللي قبلوا على الرغم من معرفة ادارة المعبر وشرطة المعبر اني من ضمن الحالات الانسانية اللي بتستحق تطلع قبل اي حدا لاتمكن من السفر لزوجي بالخارج وعلى الرغم من معرفتهم من انه حياتي ومستقبلي مهدد ومترتب على سفري الا انهم اصروا على موضوع النهب من الشعب عشرات من الاسماء وعلى مرأي ومسمع مني دفعوا آلافات الدولارات مقابل كرسي بباص قيمة التنسيق للشخص للواحد من 1500 دولار تصل حتي 3000 دولار غير تبديل وتلاعب كبيير بالاسماء وبشهادة شهود من الناس اللي فعليا دفعوا وناهينا عن اولاد الذوات من ابناء قيادات حركة حماس اللي اجوا بدون اسماء وبدون تنسيقات وركبوا بالباصات الخاصة بالحركة وعلى الرغم من توسلنا انا ووالدتي لهم للسفر الا انه لو اي انسان شافوه ميت قدامهم مصالحهم وفلوس التنسيقات اهم من اي حالة انسانية بالنهاية معبر رفح لا دين ولا اخلاق ولا اي شيء كنت بعتقد انو في دين بس للاسف حتي الدين ما في باعتقادي انه لو اسرائيلي اللي كنا نتعامل معو اليوم بالمعبر مش ابن بلدنا كان تعاطف معنا اكتر منهم وهاي حقيقة اسرائيل في المعابر بتتعاطف مع اي حالة انسانية بتجيهم بدون فساد وبدون دفع فلوس وهما احتلال يعني لو فرضوا هالشي ما كنا رح نحكي شي .. اي انسان مفكر يسافر من غزة برأيي الشخصي يفكر عن طريق معابر الاحتلال اهون بكتيير من معبرنا معبر رفح لانو معبر ابناء جلدتنا اصعب بكتييييير طلع وللعلم حقيقة تانية المصريين فعليا ما الهم اي دخل بقصة عذابنا بمعبر رفح كلو كل العذاب والتشديد من غزة وعن تجربة يمكن كنت اكتب عن هالموضوع كتير عبر صفحتي كاعلامية بس اي انسان ما بكتشف هيك حقيقة غير لما بيخوض تجربة شخصية .. اليومين اللي فاتوا فعليا شكل من اشكال عذاب يوم القيامة .. حسبنا ونعم الوكيل بكل ظالم وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل اللي بيشددوا علينا وهاي رسالة الهم حكم الظالم ما بيدوم وان شاءالله ما بيدوم هالحكم ولا هالظلم ومن جواة قلبي بحكي هالحكي .. بتمنا من جميع الاصدقاء يشاركوا هالمنشور لانو الناس لازم تعرف حقيقة هالوضع وما خفي كان اعظم وما رح ابطل اكتب عن كل الفضايح والمهازل اللي صارت اليوم وكلمة حق لازم تنحكا في ظل حكم جائر علينا ومش هخاف غير من رب العباد ولازم ينفتح هالموضوع ليصير قضية رأي عام لانو اكتر موضوع بستحق نفضح حيثياتو”.
وفي تغريدة ثانية ذكرت أبو عمرو عن موقف حصل بينها وبين مجموعة من شرطة حماس فقالت: ” انا لشرطي حماس بعد ما استهزأ بمعاناتي انا ووالدتي واحنا بنبكي على بوابة المعبر هو ومجموعة من الشرطة وكانوا بيضحكوا الواقفين تحديدا على بوابة المعبر : وبكل قهر حكيت نريد اسقاط حكم حماس وظلم حماس في غزة وهو في رد عليا وبيضحك ضحكة صفرا :ابقي تعالي اسقطينا .. نبقا شعب ما بيفهم لو ضلينا ساكتين على هيك وضع بيخزي نعم نريد اسقاط حكم اي ظالم ايا كان امبارح بعد ما شافونا الشباب وشافوا وضعنا الكل وقف قدام الباص وكانوا رح يكسروه فوق روسهم امبارح فعلا شفت شبابنا الله يحميهم ويحميشهامتهم ورجولتهم هالشعب شفت فيه شرارة امبارح انو قادر يغير بس مش لاقي مين يصحيه والله لازم نصحا يا عالم لانو اللي بيصير فينا حرام الواحد بدو قرض من البنك حتي يقدر يطلع من بلدوو وهو حقوا #معبر رفح صاير تجارة وطول ما احنا ساكتين رح يضلوا يستغلونا #سلموا_المعبر الكل لازم يعرف الوجه الحقيقي لحكم حماس في غزة ..هالقضية صارت قضيتي انا وقضية شعب باكملو ورح اتبناها وانا كلامي رح اتحمل مسؤوليتو للاخر والمظلوم ما بيهموا حدا ورح اوصل هالموضوع على اعلى المستويات في الاعلام العربي والدولي قبل المحلي”.
وأضافت في تغريدة ثالثة: “حدث في معبر رفح بالامس والدتي البالغة من العمر 50 سنة نزلت عالارض وقبلت ارجل وايدي مسؤولين المعبر على مرأي ومسمع كل من وجد في المعبر امس مقابل ان اذهب لزوجي ويرأفوا بوضعي الانساني ولكن لم يشفع لها ان تقبل ايديهم وارجلهم وتعاملوا معها معاملة #الحيوانات لو يهود كانوا حفظوا كرامتها اكتر من اولاد هالبلد ومن بعدها الشباب كانوا رح يكسروا الباص اللي ما رضيو يطلعونا فيه بس اتدخلت الشرطة وسيارة داخلية لاسكاتهم وللعلم كل ما حدث امس وثق بفيديوهات من شباب كانوا موجودين بالمعبر بس اجهزة حماس الامنية صادرت كل فيديو تم تصويره مع احتجاز الشباب اللي صوروا ويوجد شهود على كل ما حدث امس .. الوجه الحقيقي لحكم حماس بغزة رأيتو امس انا انسانة الكل بعرفني متوازنة ولكن اللي صار امبارح ولا وشي من اللي بيصير مع كتير ناس .. #سلموا_المعبر لانو من حقي كمواطنة اني اسافر بدون رشاوي وبدون فساااااد .. احنا في حكم #ديكتاتوري ظالم”.
وطالبت في تغريداتها الرباعة بتسليم المعبر فقالت: “#سلمو_المعبر لقوات دولية يديروا عشان ما بدنا نشوف ناس نصابين بيشتغلوا على معاناتنا وينصبوا عالمواطن اللي ما معو قوت يومو وان وجد وحصلوا وحوشوا حتي يشوف مستقبلو برة هالبلد ويجي بالاخر ناس نصابين يضحكوا عليه ويسرقوا فلوسوا وهاي كانت تجربة احدى السيدات امبارح ست كبيرة عمرها 60 سنة ضحكوا عليها بآلاف الدولارات والشخص اللي نسق الهم طلب زيادة فلوس وكان حاجز جوازاتهم لحتي تجيب المبلغ اللي طلبوا .. المصريين واضحين ما بدهم حكم اخوان بدل ما يستجيبوا حتي يخففوا على هالشعب متمسكين بالحكم المستفيد الاول من ازمة المعبر حماس .. دخل بيحصل ملايين الدولارات اثناء فترات فتح المعبر امس سيدة وبناتها ال 5 دفعوا تنسيق وقدام عيوني 22 الف دولار وشخص تاني دفع 4000 دولار مسكوا بطاقات الباص وبكل سهولة اخدوا كراسي الباصات اللي كانت لناس اسمائهم مسجلة بابو خضرة وبنتظروا من سنين وبكل سهولة مسحوا اسمائهم من كل االكشوفات”.
وفي تغريدة أخرى قالت: “يحدث في معبر رفح شباب وعائلات طالعين فسحة وطشة على مصر مش مضطرين على سفر وحالات انسانية مرضى واقامات تقعد بغزة و حتي هاللحظة وهما يطلعوا والسبب انو واسطاتهم بحماس قوية .. وصباح الخير يا بلد ضايع بين عصابات”.
وأضافت: “اللي بيزاود على كل الكلام اللي حكيتو عن معبر رفح يقدر يتوجه بنفسو اليوم للمعبر ويشوف الفساد رح يلاقي شاب بالصالة الفلسطينية معو الصلاحية يدخل لكل مكاتب الادارة بما فيها المكاتب اللي بينادوا فيها الاسماء شغلتو يشوف الناس من تحت الطاولة ويقبض يدخل يحط الاسم وينادي عليه وياخدهم ويطلع عالباص بدون دور وبدون اي شيء .. روحوا بنفسكم يا شعب وشوفوا ما رح تلاقوا غير الناس بتحكي لسان حالها كم دفعت ولمين دفعت وقديش دفعت! من 3000 دولار واطلعوا هادا متوسط اللي بطلبوه ولو حنوا عليك كتير بطلبوا 2500 وفي ناس اجت لاخي وحكولو بناخد 7000 دولار بس عشان متعاطفين معكم رح اخد منكم 3500 دولار وهادا في ساحات معبر رفح .. يحدث ..اي حدا بدافع عن حكم حماس بغزة وحارقوا كتيير الكلام اللي بحكيه يروح بنفسو ويشوف ويقعد مع الناس ويراقب بس .. #سلموا_المعبر”.
وأوضحت: “يحدث في معبر رفح في فن معاملة الشرطة المتواجدة في المعبر بالنساء المريضات .. كان في ست كبيرة عمرها حوالي 60 سنة كانت قاعدة باول كرسي بتستنا الدور يجيها وجمبها كمان كرسي حست حالها الضغط ارتفع عليها وهيا للعلم مريضة ضغط وسكر وراحت تجيب الدوا من ابنها من خوف الابن على والدتو اجا يقعد جمبها حتى يدير بالو عليها شرطي كان ماسك سبحتو والكشرة بوجهو منعو انو يدخل جوا ليستنا معها مع العلم انو في كرسي الو فاضي وحلف يمين ما يخليه يدخل وتعند الشاب ووالدتو وهيا بتترجاه وتحكيلو انا ضغطي مرتفع بدي ابني يقعد جمبي وتعبانة وهادا راسو والف سيف ما يخليه يقعد مع انو من حقو اي مواطن عادي متلو متل بقية الناس يستريحوا بالصالة ينتظروا مناداة اسمائهم اجا الو شرطي تاني وحكالو وحد الله خليه يروح وهادا يحلف عربدة انو ما يخليه يقعد وما سكت عنهم الا لما الست قعدت تصرخ وتقريبا اغمي عليها بسببهم … واقعة انا كنت شاهدة وفي ناس كانت موجودة بتشهد عليها داخل اروقة المعبر … وبقدر اميز هالشرطي من بين الف واحد #سلموا_المعبر لانو ما في اخلاق ولا انسانية”.
وأردفت: “لا زلت لحتي اللحظة بين اروقة معبر العذاب اعاني متل اي مواطن حابب يطلع برة ليشوف مستقبلو وحياتو تواصلت مع مسؤولين بحماس ولكن لا جدوى والرحمة انعدمت بقلوب البشر لهيك انا بعلن اني الليلة رح ابيت انا ووالدتي على بوابة معبر رفح الجانب الفلسطيني حتي يلاقوا الي حل انا ومجموعة من الزوجات العالقات المهددات بالطلاق .. بيقولو المعبر فاتح للحالات الانسانية وين الانسانية ووين نخوة الفلسطينين لما يخلوا بناتهم يناموا على بوابة معبرهم بدون اي رحمة هل نخوة وشهامة الفلسطيني اللي خاض حروب مع احتلال لاجل العرض والشرف والارض بتسمح بهيك ..امن حماس رافض يتعاطى معنا كحالة انسانية ومش راضي يتعاطي غير مع التنسيقات واللي دافعين بما فيهم ادارة المعبر رفضت تتعاطي مع قضيتنا الانسانية انعدمت لهالدرجة حياتنا ومستقبلنا مهددة بالانهيار فليش بنلوم على احتلالنا او على اللي بيحاصرونا برة .. هاي القضية حياة او موت وعلى الكل يتحمل مسؤولية منهم ادارة المعبر عن اللي رح يصير لو ما لاقوا الي حل معي وثائق وفيديوهات وتسجيلات رح تحطهم كلهم في احراج امام الرأي العام وهبدأ انشرها من بكرة لو تركونا انبيت على بوابة المعبر .. وهالثورة لازم تكون ثورتنا كلنا ضد الظلم .. ياريت الكل يشارك المنشور حتي تصل الرسالة”.
وتابعت: “انا ووالدتي ومجموعة من الفتيات والزوجات العالقات والنساء ننتظر على بوابة معبر رفح وسنبيت هذه الليلة علي بوابة المعبر وامن حماس ما زال يمنعنا من الدخول على الرغم انه تبلغنا من الجانب المصري بانه لا يوجد مشاكل لديهم بالنسبة لنا .. انتظروني بعد قليل في بث مباشر ان تمكنت من ذلك بسبب ضعف النت وصور حية لتلك الحالات الانسانية التي لا تجد من يرفأ بها .. نساء وفتيات واطفال يفترشون المعبر ويرفضوا مغادرته الي حين سفرهم فأي شهامة تلك التي توجد بنا نحن الفلسطينين وكثير من المناشدات هنا .. #سلموا_المعبر بتمنا من الجميع مشاركة جميع المنشورات عبر صفحتي لتصل رسالة هؤلاء ويفعلو هاشتاق سلمو المعبر”.
وإختتمت تغريداتها بالقول: “المسافرين من ذوي الحالات الانسانية يهددون الان باقتحام بوابة معبر رفح بالجانب الفلسطيني .. يا جماعة الوضع في غاية الخطورة الناس هون مستاءة والكل في حالة غليان .. كتير حالات انسانية عالقة من سنوات ولم ينظر في قضيتهم احد كل القضية انهم يريدوا السفر كأي مواطن في العالم بدون فساد .. رح يزيد الوضع سوء الساعات الجاية اذا ما تحرك حدا وتحديدا رح يصير في اشتباكات بين المواطنين من الحالات الانسانية وبين الامن على بوابة المعبر.. ياريت كل وسائل الاعلام تتحرك وتيجي تصور وتشوف هالمهازل اللي بتصير بعيدا عن الكاميرات #سلموا_المعبر”.
“محاذير” تثبيت الانقسام الفلسطيني !
بقلم: صالح القلاب
إذا صح أن السلطة الوطنية، الدولة الفلسطينية تحت الإحتلال حسب قرار الأمم المتحدة، قد وافقت على أن تشرف «دولة غزة» العضو في المنظومة الإيرانية على الإنتخابات البلدية «المحلية» قي القطاع المنشق.. إنْ أمنياً وإنْ بالنسبة لكل ما يتعلق بجداول أسماء الناخبين وحرمان بعضهم من التصويت بالطبع وما يتعلق «بصناديق الإقتراع» وفرز أصوات الناخبين وإعلان من فاز ومن لم يفز، فإن هذا سيشكل خطأً قاتلاً وليس فقط فادحاً تكون قد إرتكبته حكومة الأخ الرئيس محمود عباس (أبو مازن) الذي له كل التقدير والإحترام .
والمشكلة هنا ليست أن «حركة حماس»، التي وصلت إلى الحكم في عام 2007 بإنقلاب عسكري دموي، لا تزال صور بشاعته حية لم تمح من الأذهان عندما كان «مجاهدو» هذه الحركة يلقون بأعضاء «فتح» ومقاتليها من فوق الطوابق العليا لأبراج غزة، ستكتسح الإنتخابات الغزية وستُظْهر الجماعة الإخوانية على أنها لا تزال القوة الرئيسية في الساحة الفلسطينية وهذا سينعكس بالطبع على الأوضاع في مصر وأيضا على الأوضاع في الأردن وفي دول كثيرة عربية وغير عربية .
وهنا يجب الأخذ بعين الإعتبار من قبل السلطة الوطنية ومن قبل الرئيس محمود عباس (أبو مازن) أن الرضوخ للضغط الأميركي والضغط الإسرائيلي في الإنتخابات التشريعية عام 2006 قد كانت نتيجته أن حركة «حماس» بدفعٍ من إيران ومن نظام بشار الأسد ومن حزب الله وبعض الدول العربية، التي يقتضي واقع الحال عدم ذكر إسمائها، قد قامت بإنقلابها المشؤوم هذا، الذي ترتب عليه ظهور دويلة أخرى في قطاع غزة إلى جانب الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهذا ما كانت إسرائيل في إنتظاره منذ ظهور هذه الحركة متأخرة إثنين وعشرين عاماً عن بدء إطلاق شرارة الثورة في الفاتح من عام 1965.
إنَّ المشكلة وإنَّ الأخطر من هذا كله هو أن «التَّسليم» لحركة «حماس» بالإشراف الكامل على الإنتخابات البلدية «المحلية» في القطاع الذي أصبح دويلة مستقلة في كل شيء، يقودها عملياًّ التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بمشاركة فاعلة من دولة الولي الفقيه في طهران، يعني إعترافاً دستورياًّ صريحاً بهذه «الدويلة» ويعني تكريساً لهذا الكيان بحكومته وبجيشه وبهيئاته وإستخباراته ومخابراته وبإرتباطاته وبالدور التدميري الذي يلعبه ضد مصر من خلال تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي تم إختراعه ليكون «دمَّلة « ملتهبة تحت الإبط المصرية.
وهكذا وإذا تمت هذه الإنتخابات ، التي يبدو أنَّ حماس الإسرائيليين لها يزيد عن حماس الأميركيين والفرنسيين، فيجب أن يكون واضحاً ومنذ الآن أن هذا الصدع الخطير جداًّ بين الضفة الغربية وقطاع غزة سيتكرَّس وسيستمر إلى سنوات طويلة وأنَّه سيبقى يوفر لإسرائيل حجة أنها لا تعرف مع من تتوصل إلى الحلول المنشودة.. هل مع دولة غزة «الإخوانية» أم مع دولة الضفة الغربية «الفتحاوية»!! .
لقد ترتب على الرضوخ في عام 2006 للضغط الأميركي والضغط الإسرائيلي وضغط بعض العرب بالإضافة إلى «العجم» وإجراء إنتخابات تشريعية في ظروف غير ملائمة وبقانون إنتخاب يشكو من ألف عيب وعيب، ذلك الإنقلاب الدموي الذي قامت به «حماس» في عام 2007 والذي تجسدت نتائجه الكارثية في أن العالم أصبح أمام حالتين فلسطينيتين ودولتين فلسطينيتين وأنه وضع في يد إسرائيل حجة أنَّها لا تعرف مع أيَّ من هاتين الدولتين تتعامل وتتفاوض ..ويقيناً أنه إذا أجريت هذه الإنتخابات المحلية في غزة بالطريقة التي أُقرَّت والتي يجري الحديث عنها فإن هذا الإنقسام سوف يتكرس وأنَّ الشعب الفلسطيني المكافح العظيم سيبقى يدفع ثمناً غالياً ولسنوات طويلة قبل أن يستعيد وحدته الجغرافية ووحدته السياسية …والسيادية .
عن الرأي الاردنية
هل تسرعت حماس في اتخاذ قرار المشاركة في الانتخابات
التصعيد المسبق الذي تقوم به حماس في قطاع غزة ضد حركة فتح ومرشحيها للانتخابات يفتح الباب أمام حقائق كثيرة من الجدير الوقوف أمامها وتشريحها وتحليلها وتسليط الضوء على ما تخفي وراءها من أهداف.
فقد ظلت حماس تهاجم السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية وتتهمها بعرقلة العملية الانتخابية من خلال ادعاءاتها باعتقال وتهديد مرشحيها، وسلطت وسائل إعلامها الضوء على هذه المسألة بهدف توجيه أنظار الرأي العام المحلي والدولي إلى هذه المسألة وتصوير السلطة على أنها سلطة دكتاتورية، واتضح فيما بعد أنها خطة مبرمجة من قبل حماس للخروج من المأزق الجديد التي وضعت فيه وأخذت في البحث عن طوق نجاة من نار الانتخابات التي وجدتها لا تصب في صالحها وربما تكون قد تسرعت في اتخاذ قرار المشاركة فيها.
وبقيت شعارات حماس الرنانة في اتهامها للسلطة تطرق مسامع بني البشر لكن هناك وفي الجهة المقابلة كانت حماس تمعن في ارتكاب جرائمها بحق أبناء حركة فتح للتأثير عليهم ومنعهم من خوض الانتخابات لان فوز فتح في الانتخابات في قطاع غزة يعني انتهاء عصر حماس ونهاية مسيرتها السياسية ومشروعها الاخواني.
حماس بدأت بمضايقات المرشحين من أبناء حركة فتح في قطاع غزة فقد قامت باعتقال منسق حملة فتح الانتخابية في خان يونس رمضان بركه واعتدت عليه بالضرب المبرح ورمته على قارعة الطريق. والحادثة الغريبة جدا هو ما أقدمت عليه حركة حماس من قيام النيابة العامة في قطاع غزة بتوجيه اتهام إلى رئيس قائمة فتح في غزة “منير الرئيس” بتهمة إخراجه للنفايات من منزله بعد مرور سيارة النفايات. تهمة غريبة تعبر عن عقلية حماس وفكرهم الالغائي والاقصائي وهم يعتقدون أنهم يستطيعون تغيير ارث فلسطيني انطبع في ذاكرة أبناء شعبنا الفلسطيني في الحفاظ على هويتهم الوطنية ومشروعهم الوطني.
لم تستطع حماس ورغم آلتها الإعلامية إقناع الرأي العام بملاحقة عناصرها في الضفة الغربية لمنعهم من خوض الانتخابات لان ذلك بقي في إطار حملة التحريض والتزوير التي تتبعها حماس دون أدلة واضحة ودون إبراز وثائق تؤكد صحة طرحها، لكن جرائمها وملاحقاتها لأبناء حركة فتح في قطاع غزة مثبتة وموثقة وبالأدلة والبراهين.
لماذا لا يتم تسليط الضوء على جرائم حماس من قبل منظمات حقوق الإنسان ومن قبل أولئك الذين وجهوا سهامهم وحرابهم إلى جسد السلطة الفلسطينية تماشيا مع اتهامات حماس في الدفاع عنها لماذا مرت حاثة جهاد بركة ومنير الريس مرور الكرام ولم تثار في وسائل الإعلام الفلسطينية ومن قبل منظمات حقوق الإنسان.
هل بدأت حماس بالتراجع عن قرارها بالمشاركة وتهدف من وراء أفعالها لخلق حالة من الإرباك لعرقلة الانتخابات وعدم إتمامها وهي تتمنى ان تتخذ القيادة الفلسطينية قرارها بتأجيل الانتخابات او إلغاءها وتكون حماس بذلك قد حققت أكثر من هدف، اذ أنها سوف تنجو من هزيمة ساحقة وتحافظ على وضعها القائم كما أنها ستحاول استثمار ذلك سياسيا وتدعي بتهرب السلطة من استحقاقات الانتخابات .
من المفترض مواجهة حماس بهذه الحقائق وكشفها وتعريتها أمام الرأي العام المحلي والدولي وتسليط الضوء على جرائمها والأهداف السياسية التي تسعى إليها.
خاص- مركز الإعلام