“ديمقراطية” حماس..عجب!

757c5-12962133862843518368
1174967_611777205521259_71282888_nكتب حسن عصفور/ عندما ظنت قيادة “حماس” ان الأمر بات ملكا لجماعتها الإخوانية في حكم مصر المحروسة، فتحت نيرانها “الأخلاقية” على أهل القطاع وتحت اسم “الفضيلة” طاردت أهل القطاع وشبابه، كخطوات استباقية من اجل احكام سيطرتها على مستقبل “الإمارة” التي إعتقدوا أنها ستصبح “دولة” بعمق أخواني وغطاء تركي – قطري ورضا اميركي – اسرائيلي، حرب “الفضيلة” تلك طالت كل من لم يكن شعره متفقا مع “قواعد حماس لقص الشعر” او ملابس لا تنسجم و”الزي الشرعي” الخاص بها، حملة اثارت من السخرية ما فاق كل المتوقع، وتحولت من حملة لمطاردة “منسوب الرجولة”، كما وصفها مسؤول داخلية حماس، الى حملة لقياس منسوب السخرية من حركة تعتقد أنها تستطيع فعل ما تريد قهرا لشعب أو بطشا بحقه الانساني في التعبير..

تلك السخرية من حملات “الفضيلة” وقياس “منسوب الرجولة” انتقلت، بعد سقوط الحكم الاخواني، وعزل رئيسهم أو ولي أمرهم، من الجانب “الأخلاقي” الى مطاردة كل من له موقف أو رأي أو ما شابه ذلك من الجماعة الاخوانية وحماس وما يتم لهم بصلة قربى أو صلة تمويل او دعم لها أولجماعتها، انطلقت حماس باعتبارها فرعا للجماعة الإخوانية لتعلن حربا واسعة ضد أهل القطاع، ومنحت أجهزتها الأمنية الحق بالعمل ضد كل ما هو “غير حمساوي – اخواني”، أو ضد كل من هو “خطر محتمل” ناقدا بكلمة أو مستعدا للتظاهر.. لتبدأ رحلة اعداد التهم والمواد التي يمكن ان تتحول لاحقا لـ”جرم” إدانة..

انطلقت حركة حماس ومنذ “السقوط التاريخي” لمرشدها وولي أمرها في مصر المحروسة من كل خطف وعدوان، لتلاحق أي فلسطيني يمكنه أن يقول كلمة او يهمس لصديقه أو يفكر بالتظاهر رفضا لقمع أو إرهاب.. أمن حماس لا يكف يوميا عن مئات الاستدعاءات لشباب من مختلف الفصائل والاتجاهات، وشخصيات مستقلة صاحبة رأي وموقف، السجون والمعتقلات تستقبل اسماءا واشخاصا دون تدقيق، تمنع اي مظهر من مظاهر النقد او الاختلاف معها ولها، تعتقل بلا حساب، ولأن القمع بات سمة فطرية لحركة تعتقد أن القتل حق في سبيل “الإمارة”، فكل ما دونه يصبح “حلالا”..القمع والسجن والاعدام والتهم الجزاف.. تطارد المرأة وتهددها قبل الرجل..

السلوك القمعي والارهابي لحماس في قطاع غزة تعبير صادق جدا عن حالة الرعب التي باتت مسيطرة وساكنة بداخلهم، بأن سيطرتهم القهرية لن تطول، وتدرك أن القوة الأمنية لن تقف أمام شعب يريد أن يضع حدا لاختطافه.. حماس تعلم يقينا أن سلوكها الارهابي قد يطيل عمر خطفها للقطاع وبقاء مشيختها لأجل محدود، لكنه حتما لن يبقيها الى ما تعتقد زمنا..ولكنها تعمل كل ما هو متاح لها من استخدام القوة الأمنية والارهاب الفكري والتشويه السياسي علها تربح وقتا أطول من المتاح..

ولأن لحماس فلسفة خاصة جدا، كأي فرع من فروع الجماعة الإخوانية، ترى الديمقراطية حق لها باستغلال كل المتاح لها ضد خصومها، فهي مثلا تعتبر أن حقها التظاهر من أجل رئيسها المخلوع بأمر الشعب المصري في الضفة والقدس دون أن تتذكر مرة واحدة أن تتظاهر لنصرة القدس وضد الاستيطان، ولكن العجب لا يقف هنا، بل أنها تفتح الصوت عاليا عن قمع “أجهزة عباس” لحقها المشروع في التعبير، وقد يكون صحيحا أن لها الحق في التظاهر حتى لو كان تظاهرا لغير قضية وطنية بل لقضية إخوانية، الا أنها هي وليس غيرها، تمنع منعا مطلقا ليس التظاهر فحسب بل التفكير من اصله بالتظاهر، الى جانب مطاردة كل صاحب كلمة أو موقف، فهي التي تصرخ من أجل حقها بالتظاهر لترفع صور مرسي مصحوبا بالشعار الاخواني الجديد الاصابع الأربعة، تعتقل وتستدعي كل من تعتقد أنه سيفكر بالتظاهر، وليس من يتظاهر.. سنكون معها بالمطلق للتظاهر بالضفة الغربية طولا وعرضا ولترفع صور مرسي والمفتش أردوغان و”المحبوب” تميم، وكل من ترى أنه نصيرها وممولها، لكن بشرط ان تسمح بالتظاهر لكل من يرفض كل السابقين، ويرفض الانقسام والخطف والمشروع الاحتلالي.. تسمح بالتظاهر لأهل القطاع ..ويتم التعامل معهم بمثل تعامل اجهزة أمن عباس..السماح بالتظاهر أولا.. فهل تجرؤ هذه القيادة الحمساوية على ذلك..اتحداها بكل أشكال التحدي أن تسمح بمظاهرات مهما كان اسمها وشعارها غير تلك المتأخونة ذات الأصابع الأربع..

ولأن عجب الديمقراطية الحمساوية بلا حدود، فنشهد لأول مرة في التاريخ الصاق تهمة التعامل مع أجهزة مخابرات لدول متعددة لذات الشخص.. سخريتهم التي تواصل سخرية حرب “الفضيلة” قادتهم لاعلان القبض على مواطن غزي بتهمة التخابر مع جهاز المخابرات العامة المصرية وأمن ادولة – جهازان مختلفان تماما- لكنهما من دولة واحدة، لكن أن يكون ذات الشخص ايضا عميلا للمخابرات الاسرائيلية فتلك من عجائب حماس لا غيرها..تخيلوا مدى السذاجة والسخافة في توجيه التهم.. والكارثة انها تقرر التهمة وتحاكم صاحبها وتقوم باعدامه ولا أحد في الكون يعرف حقيقة تلك التهم..لا محامي ولا قاض ولا مؤسسة حقوقية يمكنهم أن يعلموا حقيقة التهم التي قادت للإعدام.. تطلق تهمة التخابر وعلى الجميع ان يصدق اقوالهم.. فكيف بعد الذي حدث من اتهام مواطن بالعمالة لثلاث أجهزة لبلدين مختلفين أن نصدق التهم اللاحقة أو السابقة..

حماس تريد ديمقراطية خاصة بها، أن تقبل منها كل ما تقول وترى وتفكر وتفعل، وإن عارضت فانت خائن كافر عميل أو عميل محتمل..حماس ترى أن لها حق التظاهر كما يحلو لها وتجرم كل من يفكر مجرد تفكير بذلك..عجائب حماس الديمقراطية تستحق أن تصبح “ايقونة” من ايقونات الحرية في العالم ويمكن ان يشاد لها تمثال خاص يتم نصبه في وسط البحر المتوسط..

أليس غريبا صمت أمريكا واوروبا ومنظمات حقوق الانسان على تلك المسخرة الجارية!

ملاحظة: مبروك لحماس شراكتها مع حركة “المجاهدين”..فعلا “وافق شنن طبقه”..خطوة على طريق “تحرير مصر” لاعادة اللبن المسكوب!

أضف تعليق