رسام الكاريكاتير المسيء للضفة يقدم الاعتذار ويبدي الندم: لن أرسم من أجل حزب بعد اليوم

أشرف الهور

غزة ـ «القدس العربي»: مع استمرار تصدر الرسم الكاريكاتيري المسيء للضفة الغربية، حديث مجالس الفلسطينيين رغم اختلاف انتماءاتهم السياسية، خاصة وأنه لاقى رفضا شديدا من حركة حماس، كما حركة فتح التي رجحت أن يكون الرسم المسيء موجها لها، قدم بهاء ياسين رسام الكاريكاتير الذي أثار الجدل طوال الأيام الماضية، اعتذارا عن فعلته. لكنه ألقى باللوم على إدارة الموقع الالكتروني، وقال إنها تخلت عنه بعد أن طلبت منه الرسم، وأقر بتعرضه للتوقيف في النيابة العامة.
وكتب بهاء ياسين على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» يعتذر «الحياة مدرسة، نتعلم فيها جميعاً والاعتذار سيد الموقف». وأضاف «لن أرسم إلا من أجل فلسطين، ولن أرسم من أجل فصيل أو حزب بعد اليوم»، وكتب في نهاية اعتذاره وهو يقدم نفسه أنه «ابن حماس».
وتابع «أقدم اعتذاري إلى حرائر ضفة العياش (يحيى عياش مهندس حماس الذي اغتيل في غزة في التسعينات)، وأبو الهنود ( خليفته) ووفاء إدريس والحوتري والطوالبة، وأقدم الاعتذار إلى كل أمهات الشهداء والأسرى والجرحى، عن الإساءة التي طالت الجميع، نتيجة الكاريكاتير السابق الذي تم نشره».
وعبر عن ندمه عما بدر منه، وكتب «إنني نادم على هذا الكاريكاتير المسيء، الذي لم أكن لأرسمه لولا أنه طلب مني من قبل إدارة الموقع». وأشار إلى أنه بعد أن تم نشر الكاريكاتير جرى التخلي عنه، في ظل الهجمة التي تعرض لها، بسبب إساءة الرسم للضفة الغربية ونسائها، وكتب ياسين وهو يشير إلى أن الرسم جاء بطلب قدم إليه «لكن ما فاجأني هو تخلي أصحاب الفكرة عنها وعني، سامحهم الله». وعاد وطلب السماح من الفلسطينيين وقال «يا أبناء شعبي، فالحياة مدرسة، وخير الخطائين التوابون».
ووضع ياسين على الرسم الذي سبق وأن نشره وكان يحمل «إيحاءات جنسية» وإساءة للضفة الغربية ونسائها، ظلالا مسح بها كل من ظهر في الرسم السابق من شخوص، ووضع بدلا منها علما فلسطينيا كبيرا، وكتب أعلاه «اعتذار، بهاء ياسين يعتذر لأمهات الشعب الفلسطيني، ويوضح ملابسات الرسم المسيء».
وتطرق ياسين للهجمة التي شنت عليه من المتابعين خاصة نقابة الصحافيين والكتاب ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب في منشور آخر «قالوا إني مش فلسطيني، ماشي، وقالوا إني مش غزاوي، ماشي، وشتموني كثير، ماشي،، سامحكم الله». وأكد في هذا المنشور صحة الاعتذار الذي كان قد نشر على صفحة أخرى، قال إنها أنشئت دعما له، بسبب غيابه عن المشهد. وكشف أن سبب غيابة كان راجعا لتوقيفه في النيابة العامة، وبسبب إغلاق حسابه من إدارة «فيس بوك».
وفي الرسم الكاريكاتيري المسيء يظهر يهودي يرتدي ثياب المستوطنين المتطرفين، دلالة على تمثيله صورة المستوطنين عامة، وهو يعتلي فتاة فلسطينية ترتدي ثوبا ذا لون أصفر، وتمثل في الرسم «الضفة الغربية»، ويقوم بالفعل المشين معها، ويده على صدرها، وتعتلي رغم ذلك وجهها ابتسامة، رغم أن يد المستوطن الأخرى تحمل رشاشا، يطلق النار على أطفال فلسطينيين، وبجوارها جندي من الأمن الفلسطيني، ينفث دخان سجائره، ويحمل بيده عصا لا بندقية، ويقف أمام كشك حراسة أعلاه علم فلسطيني، ومن أعلى منه علم إسرائيلي، وعلى اليمين من الصورة تظهر غزة، التي يجسدها «أبو العز» وهو الشخص الذي يختاره الرسام بهاء ياسين في رسومات الكاريكاتير للتعبير عن فكرته، ويمثل هذه المرة «أبو العز» قطاع غزة، يصرخ وهو جريح وأقدامه تعلو قبعة جندي إسرائيلي، من خلف سياج حدودي على الضفة التي تمثلها الفتاة، يقول «قومي يا ضفة دافعي على شرفك وأولادك» لترد الفتاة «والله كان نفسي بس ما معي تصريح».
ونشر الرسم لوقت قليل على صفحة صحيفة «الرسالة» المقربة من حماس على موقع «تويتر» قبل أن تقوم بحذفه، وعقب انتشار الكاريكاتير المسيء، أصدرت مؤسسة الرسالة للإعلام بيانا قالت فيه إن الرسم نشر «بصيغة الاستفهام» على تويتر فقط نقلاً عن صفحة رسام الكاريكاتير، ولم ينشر بالمطلق على الموقع الإلكتروني الإخباري، وأنه تم تدارك الأمر وحذفه واتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة، «لأنه لا يتوافق مع سياستنا التحريرية ولا خطنا كإعلام مقاومة».
ووجهت انتقادات لنقابة الصحافيين التي أصدرت ضدها بيانا صحافيا، حيث عبرت النقابة عن صدمتها من الرسم، وأكدت النقابة في بيان لها أن التعبير الذي رسمه الرسام ياسين «يعكس حالة التحريض داخل بعض المؤسسات التي تعمل وفق أجندات حزبية، وتعمل على تقسيم الوطن والإساءة لشعبنا»، لافتة إلى أن الرسم حمل «إيحاءات جنسية غير مقبولة تسيء لشعبنا ونضاله ووحدته على مدار سنوات من النضال».
ولا تزال موقع التواصل الاجتماعي تعج بالتعليقات التي انتقدت الرسم، التي دعت وزارة الداخلية في غزة، التي تتبع إدارتها لحركة حماس، للإعلان أنها بصدد «اتخاذ الإجراء القانوني بحق صاحب هذه الرسم المسيء لشعبنا وثقافته ومقاومته ونضاله».

أشرف الهور

حتى في اعتذاره نجد الانحياز الفصائلي المقيت فهو يذكر امهات شهداء حماس ولا يتطرق لامهات وبنات واخوات وزوجات شهداء فتح والفصائل الفلسطينية الاخرى!!! …للاسف منذ ظهور حماس في نهاية الثمانينات والمجتمع الفلسطيني يتجه نحو الانقسام بشكل مخيف ويتجه نحو الولاء للفصيل والحزب وتقديمه على الولاء للوطن والقضية ..وعلى المتخصصين والاجتماعيين دراسة هذه الظاهرة المخيفة قبل فوات الاوان

أضف تعليق